Mar 22, 2008

الجزء التاسع - الخاتمة والمقترحات


يرتهن حاضر ومستقبل الأمة بفاعلية ومقدرة القيادات التي تتولى إدارة شئونها .. ذلك أن تلك القيادات هي الأدوارت الرئيسية لتشغيل نظام الدولة على النحو الذي يحقق التوظف الأمثل والإنجاز الكفء للموارد المتاحة لتحقيق الإهداف الطموحة

وليست مبالغة إذا ما قلنا أن مستقبل مصر سيتحدد تبعاً لمدى نجاحنا في تصعيد الكفاءات لمراكز المسئولية والمواقع الأمامية ، فأي محلل منصف يدرك تمام الإدراك مدى حاجتنا لتوجيه المزيد من الاهتمام والرعاية لفرز مختلف العناصر التي لديها قدرات وملكات خاصة وتبنيها لإتمام تأهيلها ثم تصعيدها إلى المواقع التي تنتظر بشغف هذه القيادات حتى تتمكن من اتخاذ القرارات الرشيدة

وتجارب الدول المتقدمة تؤكد أن القائد الفعال يُصنَع ولا يُولَد .. وهذه الدول لديها أجهزة متخصصة تتولى اكتشاف وتبني كل من يتمتيع بقدرات متميزة وعالية في كافة المجالات وإلحاقهم بمؤسسات متخصصة لتنمية قدراتهم لمعالجة الموقف الناشئ من عدم كفاية المواد التي تحتوي عليها برامج التعليم الجامعي ويطلق عليه "التدريب السابق على التعيين" ، ثم هناك تدريب آخر لاحق يقدم نوعاً من التدريب التخصصي والمتطور ، بمعنى أن عملية تأهيل القائد أو المدير اتخاذ القرار الفعال الذي يهدف إلى تحقيق النتائج الموضوعة والمرجوة من الخطة

وفي غياب التحديد الدقيق لاشتراطات شغل وظائف الإدارة العليا أصبح المجال مفتوحاً بشكل ضار لتعيين من لا يتوافر فيه الحد الأدنى من متطلبات الأداء الكفء للوظيفة .. وتزداد المشكلة بالنسبة للقيادات العليا التي ينظر إليها باعتبارها فوق التقييم بالإضافة إلى الاعتماد على نظام الترقية بالأقدمية المطلقة مع وضع تقارير الكفاية في الحسبان والتي ثبت عدم موضوعيتها .. وبالتالي يتم تعيين مديرين لا يستطيعون اتخاذ القرار المناسب الذي يحقق أهداف الخطة

وفي نهاية بحثي المتواضع اقترح قيام الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة باعتباره الجهة المنوط بها تدريب وتنمية مهارات موظفي الدولة إلى اتخاذ بعض الاجراءات .. وفيما يلي بعضاً منها على سبيل المثال وليس الحصر

1
إنشاء جهاز متخصص يتبع الجهاز أو مستقل ينوط به عملية اكتشاف وتقييم الكفاءات ويكون بعيداً كل البعد عن المؤثرات الحزبية أو السياسية

2
عدم الترقية لأي من الكوادر القيادية إلاّ من تتوفر فيه متطلبات الأداء الكفء للوظيفة التي سيرقى إليها ، بعد وضع نظم لعايير أداء الوظيفة الأعلى

3
ضرورة استمرارية تدريب وتنمية مهارات المديرين الحاليين الذين يشغلون مناصب قيادية خاصة مناصب الإدارة العليا والمتوسطة للتأكد وبجدية من استمرارية مهاراتهم وقدراتهم حتى تتم عملية اتخاذ القرار سليماً

4
إصدار تعليمات دورية إلى جميع أجهزة الدولة تقضي بتدريب المعيين الجدد على سبل وسير العمل بالجهة المعنية بها قبل إسناد إي عمل إليه

5
متابعة عملية التدريب عن طريق الجهاز للتأكد من أن المتدرب استفاد من فترة تدريبه ويمكن ذلك عن طريق نشرات دورية لجهة المتدربين لموافاة الجهاز بمدى الفائدة التي عادت على علم المتدرب


ومن هذا المنطلق فإن خلق قيادات على مستوى كفائة عالية يخلق ويصنع مديراً ناجحاً وقادراً على اتخاذ القرار الرشيد والذي يعتمد على اتخاذه عدة مراحل هي

تحديد المشكلة موضوع القرار وبلورتها
جمع المعلومات وتصنيفها وتبويبها
تحليل المعلومات تحليلاً دقيقاً
البحث عن وسائل حل المشكلة
تحديد البدائل
تقييم البدائل
اتخاذ القرار
تنفيذ القرار
التقييم والمتابعة للنتائج حتى إذا ما ظهر أي قصور في القرار تتم معالجتها

No comments:

Back to Top