Mar 22, 2008

لم أعلم أن تأخري يعني أنك لن تقرأه أبداً

كأنني خلال الأشهر الماضية تستحثني نفسي أن أسارع في كتابة هذا البحث رغبة مني في أن يقرأه هنا ، ولكن لم أكن أعلم أن تأخري إلى الآن يعني أنه لن يقرأه إطلاقاً


رحمك الله يا أبيه سامي ، وجعل الله هذا البحث صدقة جارية ينتفع منها كل من قرأه ولك فيه ثواباً غير منقطع عند الله


بحث


مجال قدرة المدير على اتخاذ القرار بأجزائه
1993م


الجزء التاسع - الخاتمة والمقترحات


يرتهن حاضر ومستقبل الأمة بفاعلية ومقدرة القيادات التي تتولى إدارة شئونها .. ذلك أن تلك القيادات هي الأدوارت الرئيسية لتشغيل نظام الدولة على النحو الذي يحقق التوظف الأمثل والإنجاز الكفء للموارد المتاحة لتحقيق الإهداف الطموحة

وليست مبالغة إذا ما قلنا أن مستقبل مصر سيتحدد تبعاً لمدى نجاحنا في تصعيد الكفاءات لمراكز المسئولية والمواقع الأمامية ، فأي محلل منصف يدرك تمام الإدراك مدى حاجتنا لتوجيه المزيد من الاهتمام والرعاية لفرز مختلف العناصر التي لديها قدرات وملكات خاصة وتبنيها لإتمام تأهيلها ثم تصعيدها إلى المواقع التي تنتظر بشغف هذه القيادات حتى تتمكن من اتخاذ القرارات الرشيدة

وتجارب الدول المتقدمة تؤكد أن القائد الفعال يُصنَع ولا يُولَد .. وهذه الدول لديها أجهزة متخصصة تتولى اكتشاف وتبني كل من يتمتيع بقدرات متميزة وعالية في كافة المجالات وإلحاقهم بمؤسسات متخصصة لتنمية قدراتهم لمعالجة الموقف الناشئ من عدم كفاية المواد التي تحتوي عليها برامج التعليم الجامعي ويطلق عليه "التدريب السابق على التعيين" ، ثم هناك تدريب آخر لاحق يقدم نوعاً من التدريب التخصصي والمتطور ، بمعنى أن عملية تأهيل القائد أو المدير اتخاذ القرار الفعال الذي يهدف إلى تحقيق النتائج الموضوعة والمرجوة من الخطة

وفي غياب التحديد الدقيق لاشتراطات شغل وظائف الإدارة العليا أصبح المجال مفتوحاً بشكل ضار لتعيين من لا يتوافر فيه الحد الأدنى من متطلبات الأداء الكفء للوظيفة .. وتزداد المشكلة بالنسبة للقيادات العليا التي ينظر إليها باعتبارها فوق التقييم بالإضافة إلى الاعتماد على نظام الترقية بالأقدمية المطلقة مع وضع تقارير الكفاية في الحسبان والتي ثبت عدم موضوعيتها .. وبالتالي يتم تعيين مديرين لا يستطيعون اتخاذ القرار المناسب الذي يحقق أهداف الخطة

وفي نهاية بحثي المتواضع اقترح قيام الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة باعتباره الجهة المنوط بها تدريب وتنمية مهارات موظفي الدولة إلى اتخاذ بعض الاجراءات .. وفيما يلي بعضاً منها على سبيل المثال وليس الحصر

1
إنشاء جهاز متخصص يتبع الجهاز أو مستقل ينوط به عملية اكتشاف وتقييم الكفاءات ويكون بعيداً كل البعد عن المؤثرات الحزبية أو السياسية

2
عدم الترقية لأي من الكوادر القيادية إلاّ من تتوفر فيه متطلبات الأداء الكفء للوظيفة التي سيرقى إليها ، بعد وضع نظم لعايير أداء الوظيفة الأعلى

3
ضرورة استمرارية تدريب وتنمية مهارات المديرين الحاليين الذين يشغلون مناصب قيادية خاصة مناصب الإدارة العليا والمتوسطة للتأكد وبجدية من استمرارية مهاراتهم وقدراتهم حتى تتم عملية اتخاذ القرار سليماً

4
إصدار تعليمات دورية إلى جميع أجهزة الدولة تقضي بتدريب المعيين الجدد على سبل وسير العمل بالجهة المعنية بها قبل إسناد إي عمل إليه

5
متابعة عملية التدريب عن طريق الجهاز للتأكد من أن المتدرب استفاد من فترة تدريبه ويمكن ذلك عن طريق نشرات دورية لجهة المتدربين لموافاة الجهاز بمدى الفائدة التي عادت على علم المتدرب


ومن هذا المنطلق فإن خلق قيادات على مستوى كفائة عالية يخلق ويصنع مديراً ناجحاً وقادراً على اتخاذ القرار الرشيد والذي يعتمد على اتخاذه عدة مراحل هي

تحديد المشكلة موضوع القرار وبلورتها
جمع المعلومات وتصنيفها وتبويبها
تحليل المعلومات تحليلاً دقيقاً
البحث عن وسائل حل المشكلة
تحديد البدائل
تقييم البدائل
اتخاذ القرار
تنفيذ القرار
التقييم والمتابعة للنتائج حتى إذا ما ظهر أي قصور في القرار تتم معالجتها

الجزء الثامن – القرار الرشيد


هو القرار الذي يحقق الأهداف التي من أجلها اتخذ القرار وهي مسألة نسبية ، فقد يكون القرار رشيد بالنسبة لفرد وقد يكون غير رشيد بالنسبة للجماعة التي يعمل بها الفرد ، كذلك فإن القرار يختلف وفق طبيعة المشكلة محل القرار ووفق الموقف المعين ، وإن الإلمام بكل جوانب المشكلة ودراستها دراسة تمكن المدير من الوصول إلى أرشد قرار خلال مرحلة الاختيار بين البدائل المتاحة هم من نجاح المدير اتخاذ القرار الأمثل1

تجنب الاسلوب السياسي المخادع في اتخاذ القرار

يجب على المدير ألاّ يحاول خداع مرؤوسيه ، فلا يحاول استخدام طريقة المشاركة الجماعية في اتخاذ قرار يكون قد قرره مسبقاً لأن ذلك يزعزع الثقة في نفوس المرؤوسين تجاه المدير ، وقد ينجح هذا الاسلوب في اجتماع سياسي ، ومن حق المدير أن يقرر ما يفعله دون موافقة مرؤوسيه ، ولكن إذا ما دعى الاجتماع لاتخاذ قرار فإن ذلك بغرض معرفة رأي مرؤوسيه واقتراحاتهم والتوصيات لتأييد خطواته ، أما إذا كانت الرغبة شخصية منفردة لاتخاذ القرار فلا داعي لعقد اجتماع لإجراء المشاركة الجماعية كوسيلة للخداع أبداً






د. جميل أحمد توفيق: إدارة الأعمال – دار النهضة العربية بيروت 1978م

الجزء السابع – مقومات القرار الفعّال


يُبنى على ثلاثة أسس رئيسية1

1
فكر مجرد على أعلى مستوى

القرار الذي يتم على أعلى مستوى من الفهم الفكري والتصدي لمفاهيم عالية مجردة لمفاهيم شاملة ذات تأثير قوي

2
قرار يترجَم في شكل عمل

القرار الذي ينفذ ويحقق نتيجة بحيث تكون إمكانية تنفيذه قد دخلت في تكوين القرار ذاته بمعنى ألاّ يكون القرار مجرد حُسْن نية أو مطلوب إقناع الناس به لتنفيذه ، وإنما هو قرار مترجم في شكل عمل بالرغم من أنه نشأ من فكر مجرد على مستوى عال

3
قرار مبني على اختلاف وجهات النظر

القرار الفعال ليس قرار يؤخذ بعدد الأصوات ولكنه قرار يبنى على احتكاك وجهات النظر المعارضة على الحوار

فالمدير الذي يريد أن يتخذ قراراً فعالاً عليه رؤية المعاينة على أنها أداة للتفكير المتأني للوصول إلى البدائل الأفضل


الأخطاء التي يقع فيها المديرين الإداريين

الأخطاء التي يقع فيها المديرين الإداريين والتي تلحق أضراراً شديدة بالعمل ، وتؤثر تأثيراً سيئاً على سلوك المرؤوسين وعلى روحهم المعنوية ، تؤدي إلى عدم اتخاذ المدير للقرار الرشيد – ومن هذه الأخطاء على سبيل المثال لا الحصر .. ما يلي

الشللية
احتكار المدير لجميع سلطاته
نسب المدير كل عمل جيد لنفسه
تقوقع المدير في مكتبه الخاص
احتكار بعض المديرين لأنفسهم الكثير من المزايا المادية
الانفعالات المفرطة لبعض المديرين
عدم قدرة بعض المديرين على الانصات لمرؤوسيهم
جهل بعض المديرين بالأساليب العامية للتفكير
نقص مهارات المديرين بالأساليب العامية للتفكير
نقص مهارات المديرين وأتباعهم أسلوب الثواب والعقاب
عدم تطوير بعض المديرين لأساليب العمل بالإدارة
عدم تطوير بعض المديرين لمعلوماتهم وخبراتهم
سيادة بعض الاتجاهات السالبة غير المرغوب فيها مثل إهمال الموظفين الجدد
1 د. علي أحمد علي وآخرون - قضايا العلاقات الإنسانية في المنشآت - مكتبة عين شمس
Back to Top